يذيب المؤمن حياءً من رب العالمين.. مقالة للداعية الكويتي الدكتور جاسم المطوع
يذيب المؤمن حياءً من رب العالمين..
مقالة للداعية الكويتي الدكتور جاسم المطوع
بقلم / هدي شاهين
الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لست أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة و لا أنا من اختار التوقيت!..
الخالق تعالى هو من قدّر ذلك!..
الله الذي خلق هذا الكون ..
هذا الكون الذي يُصيب عقلي بالتجمد و التشتت بمجرد التفكير بعظمته و اتساعه و تعقيده و جماله و غموضه و بديع إتقانه و كثرة مخلوقاته و آلائه و معجزاته ..
هو الذي يريدني أن أقف بين يديه و أكلمه و أناجيه !..
و أنا ماذا أفعل ؟..
في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته مُقدِّما عليه كل أمر تافه و كل شأنٍ ضئيل !..
الله تعالى يطلبني و أنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم لأقف بين يديه و أنا منهمكٌ في سخافات الحياة و زينتها البالية ...
يطلبني لبضع دقائق فقط و أنا أُعرِض و أُسوّف و أماطل و أُؤجّل ثم آتيه متأخراً كعادتي ..أيّ تعاسة أكبر من ذلك؟..
يدعوني تعالى ( لاجتماع مغلق ) بيني و بينه أنا صاحب الحاجة و هو الغني المتفضل و أنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار و السرحان ...
أحضر بجسدي و يغيب عقلي !..
يريدني أن ابتعد عن كل شيء لدقائق معدودات لأريح بدني و عقلي و أنفصل قليلاً عن ضجيج الحياة و مشاغلها و أبث إليه لا لغيره شكواي و همومي !..
و هو الخالق العظيم الغني عني و عن عبادتي و وقتي ..
يطلبني ليسمع صوتي و أنا الذي يماطل !..
ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عجل و كأنني آتيه رغماً عني !..
أنا الحاضر الغائب !..
هو تعالى يريده اجتماعاً خاصاً و أنا أجعله حصة تسميع باردة و تمارين رياضية جوفاء و عقلا شارداً !..
فأي بؤس أكثر من هذا؟..
اللهم اغفر لي كل صلاة لا تليق بجلال وجهك و عظيم سلطانك ...
تعليقات
إرسال تعليق