لا تستعظموا المصيبة .إعداد أ.هدي شاهين

*لا تستعظموا المصيبة… فيصيبكم الأعظم* في أحد الأحياء الهادئة، وقعت فاجعة هزّت قلوب الجميع. طفلة بريئة في عمر الزهور، لم تتجاوز السنتين، تُفجع عائلتها بوفاتها المفاجئة إثر حادث سير مؤلم. لم يكن الحادث عاديًا، فقد كانت الفتاة الصغيرة برفقة والدتها، وفجأة انزلقت المركبة، وانقلبت، وفقدت الطفلة حياتها على الفور… بل قُطعت يدها أيضاً، في مشهد أبكى الحجر. تحوّل بيت العائلة إلى مأتم طويل الأمد، لا يهدأ لهم نحيب، ولا تجف لهم دمعة، ولم يعودوا يطيقون ذكر الحياة بعدها. كلما جاءهم من يُصبّرهم قالوا: "أنّى لنا الصبر؟ لقد فقدنا قلبنا الصغير!" لكن كثيرًا من المقربين كانوا يرددون على مسامعهم: "لا تُعظّموا المصيبة، فيصيبكم الأعظم..." وكانوا يرونها جملة ثقيلة، بل مستحيلة التقبّل في تلك اللحظات. وبعد شهورٍ طوال من الانكسار والبكاء المستمر، جاء ما لم يكن بالحسبان... في لحظة خاطفة، وفي حادث مختلف تمامًا، فقدت العائلة ابنها الأكبر، سندهم، ومهجة قلبهم، الذي لم يكن فقط ابنهم، بل صديقهم، وعونهم، ورجُل البيت بكل ما تعنيه الكلمة. الخبر نزل كالصاعقة… لم يعد للحزن صوت، بل صار وجعًا صامتًا يُقطّ...