منقول عن الآستاذ مأمون العطار

ﺭﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻌﻤﻞ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻪ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ﻭﺗﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺇﺭﺍﺩﺕ ﻭﻭﻓﻘﻪ الله ﻭﻋﻤﻞ ﻣﺪﺭﺱ ﻓﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ..

ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻷﻣﻪ ﻟﻴﺴﺪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺋﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..

ﻟﻜﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﺖ ﺭﺣﻤﻬﺎ الله ﻓﺤﺰﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺑﻜﺊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺁ ..

ﻭﻧﺬﺭ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺍﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺭﺑﻊ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻧﺎﻭﻳﺂ ﺍﻷﺟﺮ ﻷﻣﻪ

ﻭﻳﺤﻠﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﻪ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﻣﻪ ﻟﻢ ﺗﻔﺘﻪ ﺳﺠﺪﻩ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﺩﻋﺎ ﻟﻬـﺎ

ﻭﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﻳﺤﻔﺮ ﺍﻻﺑﺎﺭ ﻟﻬﺎ

ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﺎلعاصمة ﻣﺒﺮﺩﺍﺕ ﻟﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﻔﺎ ﻟﻬﺎ ..

ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻓﺮﺃﻯ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﻣﺒﺮﺩ ﻣﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺣﻴﻬﻢ

ﻓﻀﺎﻕ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺿﻌﺖ فى ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﺍﻥ ﺃﺿﻊ ﻣﺒﺮﺩ فى ﻣﺴﺠﺪ ﺣﻴﻨﺎ !

ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻻﻣﺎﻡ ﻳﻠﺤﻖ ﺑـَه ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﻮ محمد ﺟﺰﺍﻙ الله ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ !..

ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻲ !!

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ : ﺑﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﻚ !..

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺣﻀﺮﻫﺎ ﺍﺑﻨﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﻚ !

ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﺑﻨﻪ محمد ﻳﻘﺒﻞ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻳﺪﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﻲ ﻭﻧﻮﻳﺖ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻟﻚ .. ﻓﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺳﻘﺎﻙ الله ﻣﻦ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﺑﺴﻠﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ..

ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﺑﻮه : ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻭﻻﺗﻌﻤﻞ؟ !!

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺟﻤﻊ ﻣﺼﺮﻭﻓﻲ ﻭﻋﻴﺪﻳﺎﺗﻲ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺩ ﻷﺑﺮّ ﺑﻚ ﻛﻤﺎ ﺑﺮﺭﺕ ﺑﺠﺪﺗﻲ ﺭﺣﻤﻬﺎ الله ﻭﺍﺿﻊ ﻟﻚ ﻭﻗﻔﺎ

ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !..

ﻗﺎﻝ ﻗﺪﻳﻤﺎ :

«« ﺍﻟﺒﺮ ﺳﻠﻒ »»

ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻻﺩﻙ ..

ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﺮﺟﻊ ﻟﻚ ﻳﻮﻣﺎ ..

ﺭﺑﻲ ﺃﺭﺯﻗﻨﻲ ﻭﺍﻳﺎﻛﻢ ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ