منقول عن الآستاذ مأمون العطار

بالامس حكى لى صديق ما شاهده بعينه ،،،،،
شاهدت بعيني بشارع صلاح سالم موقفاً أذهلني وحرك مشاعري بقوة حتي كدت أنفجر بالبكاء
فقد كنت أقود سيارتي
وعند بنزينة موبيل شاهدت عن يميني رجلاً مجزوباً عرياناً يقف مرتجفاً من شدة البرد فقد كانت الساعة الثامنة صباحاً في يوم شديد البروده ...
لم يكن منظر الرجل العريان هو ما حرك مشاعري فقد أعتدت من كثرة وجودهم في الشوارع أن أنظر إليهم وأنا متجرد من المشاعر الإنسانية ولم أعد حتي
القي عليهم نظرة عطف
أو حتي شفقة فكأني
لم أري شيئاً ...
المذهل حقاً حدث عندما أقتربت من الرجل المجزوب العريان المرتجف 
سيارة سوزوكي ربع نقل يقودها رجلاً في الستين من عمرة يبدو عليه ملامح الفقر فهو في النهاية سائق لسيارة تنقل وتوزع أنابيب البوتوجاز
ووقف بسيارته أمام الرجل العريان
وبدأ في خلع ملابسه مبتدئاً بالبنطلون ثم البلوفر وما تحته حتي صار تقريباً بملابسه الداخلية في الشارع وبدأ يلبس الرجل المسكين المجزوب العريان قطعة قطعة من ملابسه !!!
ركنت سيارتي لأشاهد المنظر العجيب فقد كنت محظوظا
ً أن أمر في تلك اللحظة الإنسانية العجيبة عندما 
يكسي فقيراً رجلاً عرياناً
وبعدما أطمئن السائق الفقير الغني جداً بمشاعرة ومحبتة الكبيرة التي لا توصف ،
أن المجزوب أرتدي كل الملابس هم متوجهاً لسيارته وهو كمن يرتدي حلة زفاف فرحا وسعيد كمن يرتدي ملابس العيد ودخل سيارته عرياناً بعد أن كسي الفقير بملابسه وقاد سيارته فأنتظرته لأقول له كلمة وفقتحت زجاج سيارتي لأحادثه
وقلت له
" الله سيعطيك ليس ملابس جديده ولكنه سيسترك لأنك سترت هذا العريان المسكين وسيعطيك حتماً حسب قلبك الطاهر العمران بالإيمان والمحبة العملية فرد علي
وقال لي :
محدش عارف بكره فيه أيه
يا أستاذ ... ممكن أكون مطرحة وأتمني حد يكسيني وملقيش
" فتأثرت جداً جداً وعلمت أني أتكلم عن المحبة ولا أمارسها عملياً أدعوا الناس إليها ولا أجرأ علي أن أعطي أحداً من أعوازي..
عرفت أن المحبة العملية صعبة جداً فأنا لا يمكن أن أتجرد من ملابسي لألبس فقيراً عرياناً وأكمل يومي دون أن أشعر كهذا الرجل أنه فعل شيئاً سوي أنه مارس محبة عملية كأنسان مازال يحمل في جنبات صدرة قلباً ينبض بالمحبة...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل تجب مضمضة الفم لو اكلت قبل الصلاة... الإفتاء تجيب

بقلم الشاعر @ رمضان شحاتة @ (( قصيدة يتيم قريش الذي ساد ))

✍ بحبك يارب 💚