من هو مؤمن آل فرعون.. تعرف عليه

 من هو مؤمن آل فرعون.. تعرف عليه

 



متابعة / عزيزة مبروك 


مؤمن فرعون هو حزقيل بن صبورا هو رجل من آل فرعون حسب النص القرآنى أى من عشيرته وينقل الطبرسى فى (مجمع البيان) عن السدى ومقاتل بن سليمان أنهما قالا: كان ابن عم فرعون، وكان أول من آمن بموسى ولكنه كان يكتم إيمانه، وقد أنزل الله تعالى فى إيمانه آيات بينات فى سورة قد سُميت بسورة المؤمن (غافر) نسبة إليه وفيها يقول الله تعالى:  " يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِى الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" " وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ". فهو من السابقين إلى الإيمان من قوم موسى عاش فى آل فرعون ولم يكن يؤول أمره إليه بل آل إلى ربِه بالطاعة فآمن بالله رباً وكفر بفرعون وأما امرأته فإنها ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة من إماء الله الصالحات.


مَن هو مؤمن آل فرعون حديثاً: الرجل المؤمن من آل فرعون هو حسب أحدث التأويلات ابن فرعون موسى أمنحوتب والذى غير اسمه من أمنحوتب الرابع إلى أخناتون ويعنى عبد إله الشمس وهو الذى دعا لعبادة الله الواحد ولما وجد مقاومة كبيرة من كهنة المعبد الفرعونى قام برحلته المذكورة فى القرآن صحبة زوجته نفرتيتى والأدلة كثيرة على صحة هذا:


أولاً: لقد كان تدخله تدخلاً قاهراً لكل العقول (فقد قال لهم: كيف تفترضون فقط أنه كاذب فماذا لو كان صادقاً!! كيف ستقابلون مَن أرسله وقد قتلتم رسوله؟!) ما كان لفرعون المتغطرس الجبار إلا أن ينكل به وكذلك هامان الذى صمت ولم يعقب على هذه الحجة الدامغة بسبب أنه لا يملك الصلاحية للرد على ابن فرعون وريث العرش (وابن الإله فى اعتقادهم) وكذلك موقف فرعون نفسه موقف التجاهل فقط لما سمع بقوله: (ما أريكم إلا ما أرى) وهذا لا يكون إلا موقف أب محب لابنه ولو كان قريباً فقط من فرعون باستثناء ابنه المحبوب ما كان ليسكت هامان عليه ولا ليتركاه حياً.


ثانياً: وقال ابن كثير إن المشهور أن هذا الرجل المؤمن كان قبطياً من آل فرعون، قال كان ابن عم فرعون، ويقال إنه الذى نجا مع موسى عليه الصلاة والسلام، واختاره ابن جرير ورد قول من ذهب إلى أنه كان إسرائيلياً لأن فرعون انفعل لكلامه واستمع إليه وكف عن قتل موسى عليه السلام، ولو كان إسرائيلياً لأوشك أن يعاجل بالعقوبة لأنه منهم وقال لم يؤمن من آل فرعون سوى هذا الرجل وامرأة فرعون.


وقد كان هذا الرجل يكتم إيمانه عن قومه القبط فلم يظهر إلا هذا اليوم حين قال فرعون [وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِى أَقْتُلْ مُوسَى] فأخذت الرجل غضبة للَّه عز وجل.


فمؤمن آل فرعون يحاور هذا الجبار، ويقول الشيخ السعدى: فقام الرجل المؤمن الموفق العاقل الحازم مقبِّحاً فعل قومه وشناعة ما عزموا عليه أى كيف تستحلون قتله وكل ذنبه وجرمه، أنه يقول ربى الله ولم يكن أيضاً قولاً مجرداً عن البيان ولهذا قال:  " وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ "  لأن بينته اشتهرت عندهم اشتهاراً علم به الصغير والكبير أى: فهذا لا يوجب قتله ثم قال لهم مقالة عقلية تقنع كل عاقل بأى حال قدرت فقال: «وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى يَعِدُكُمْ»، أى موسى بين الأمرين إما أن يكون كاذباً فى دعواه أو صادقاً فيها فإن كان كاذباً فكذبه عليه وضرره مختص به وليس عليكم فى ذلك ضرر وإن كان صادقاً وقد جاءكم بالبينات وأخبركم بأنكم إن لم تجيبوه عذبكم اللَّه عذاباً فى الدنيا والآخرة فإنه لا بد أن يصيبكم بعض الذى يعدكم وهذا من حسن عقله ولطف دفعه عن موسى حيث أتى بهذا الجواب الذى لا تشويش فيه عليهم وجعل الأمر دائراً بين تلك الحالتين وعلى كل تقدير فقتله سفه وجهل منكم.


يقول مؤمن آل فرعون: " يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا "  قال ابن كثير: قال المؤمن محذراً قومه من زوال نعمة الله عنهم وحلول نقمة اللَّه بهم، أى: قد أنعم اللَّه عليكم بهذا الملك والظهور فى الأرض بالكلمة النافذة والجاه العريض فراعوا هذه النعمة بشكر اللَّه وتصديق رسوله، صلى اللَّه عليه وسلم واحذروا نقمة اللَّه إن كذبتم رسوله أى: لا تغنى عنكم هذه الجنود وهذه العساكر ولا ترد عنا شيئاً من بأس اللَّه إن أرادنا بسوء.


إن التوكل فضل عظيم وأجره كبير فى الدنيا والآخرة، فهذا مؤمن آل فرعون يقول فى ختام حواره مع فرعون وقومه: «فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَابِ»، التحقيق الذى لا شك فيه أن هذا الكلام من كلام مؤمن آل فرعون الذى ذكره الله تبارك وتعالى عنه، وقوله: «فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ»، يعنى أنهم يوم القيامة يعلمون صحة ما كان يقول لهم، ويذكرون نصيحته، فيندمون حيث لا ينفع الندم، والآيات الدالة على مثل هذا من أن الكفار تنكشف لهم يوم القيامة الحقائق الكثيرة مما كانوا يكذبون به فى الحياة الدنيا.


إن التوكل على الله سبب للحفظ، والوقاية من السوء، وقد جاء مبينا فى آيات أخرى دلت على أن فرعون وقومه أرادوا أن يمكروا بهذا المؤمن الكريم وأن الله وقاه، أى حفظه ونجّاه، من مكائد وأضرار مكرهم وشدائده بسبب توكله على الحى الذى لا يموت الرحمن الرحيم اللَّه تبارك وتعالى، وتفويضه أمره إليه.


وبعض العلماء يقول: نجاه اللَّه منهم مع موسى وقومه، وبعضهم يقول: صعد جبلاً، فأعجزهم اللَّه عنه ونجاه منهم، وكل هذا لا دليل عليه، وغاية ما دل عليه القرآن أن الله وقاه سيئات مكرهم، أى حفظه ونجّاه منها.


وأنهم لما أرادوا أن يمكروا بهذا المؤمن وقاه اللَّه مكرهم، ورد العاقبة السيئة عليهم، فرد سوء مكرهم إليهم، فكان المؤمن المذكور ناجياً فى الدنيا والآخرة، وكان فرعون وقومه هالكين فى الدنيا والآخرة وما لهم فى البرزخ من خلاص.


وزوجته ماشطة آل فرعون، زوجة حزقيل، مؤمن آل فرعون، تدعى ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة من إماء اللَّه الصالحات، إلا أنها كانت مع بنات فرعون تخدمهن، وقال لما أسرى بى إلى السماء مررت برائحة طيبة فقلت لجبريل: ما هذه الرائحة فقال: رائحة ماشطة آل فرعون وأولادها كانت تمشط ذات يوم بنت فرعون فوقع المشط من يدها فقالت بسم اللَّه فقالت بنت فرعون أبى قالت:  لا بل ربى ورب أبيك، فقالت لها لأخبرن بذلك أبى. فلما أخبرته، دعا بها وبولدها وقال لها، من ربك؟ فقالت، إن ربى وربك اللَّه، فأمر بتنّور من نحاس فأُحمى وأمر بها وبأولادها أن يلقوا فيه فقالت له إن لى إليك حاجة فقال وما هى؟ قالت تجمع عظامى وعظام ولدى فتدفنها قال:  لك ذلك لما لك علينا من الحق، ثم أمر بأولادها، فألقوا قبلها واحداً واحداً فى التنور حتى كان آخر أولادها ولداً صبياً رضيعاً، فأنطقه اللَّه قبل أوان نطقه، فقال: اصبرى يا أماه، فإنك على الحق. وألقيت فى التنور مع ولدها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل تجب مضمضة الفم لو اكلت قبل الصلاة... الإفتاء تجيب

بقلم الشاعر @ رمضان شحاتة @ (( قصيدة يتيم قريش الذي ساد ))

✍ بحبك يارب 💚