وقفات تدبرية مع سورة الكهف.

 وقفات تدبرية مع سورة الكهف

بقلم الدكتور / محمد نجيب فياض

 تعلمنا حقيقة الحياة  لنستعد  لليلة صبحها يوم القيامة. 

رأيت من خلال السورة أن الدنيا متاعها زائل. ولن يبقي إلا بصمتك الطيبة والعمل الصالح. فالدنيا دار ابتلاء واختبار. إختبار لك في كل شيئ حتي في مالك وولدك. وعملك

المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا

والقرآن لا يمنعك أن تتمتع بحياتك ولا بولدك ولكن لتكن متعتك بالحياة في معية الله وفي رضا الله ولتكن حياتك كلها لله وليكن كل سلوكك ابتغاء مرضاة الله فلنعمل صالحا ونتمتع بحياتنا وندرك أن العمل الصالح هو طريقنا إلي مرضاة الله. ولا خير أفضل من رضا الله. ولا أمل أفضل من مرضاة الله

ولتكن غايتك الدار الآخرة وأنت تتمتع بحياتك

وابتغي فيما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنسي نصيبك من الدنيا 

ولهذا قال المولي تبارك وتعالى لحبيبه صلي الله عليه وسلم

في السورة 

واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا  

وقال أيضا سبحانه وتعالى

ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا

بعد أن أخبرنا المولي تبارك وتعالى أن متاع الدنيا زائل حتي لا نفتتن بها ونغفل عن آداب العبودية مع رب العباد وضح  لنا المولي تبارك وتعالى

أننا سنقف بين يديه في ساحة العرض على الله ليلقي كل منا حسابه

 ويلقي الضوء علي  احدي مشاهد القيامة. مشهد مخيف مرعب

بسم الله الرحمن الرحيم

ويوم نسير الجبال وتري الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا

وعرضوا علي ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا

ياله من هول. هاهي ذي الجبال قد سيرت. وها هي ذي الأرض بارزة عارية. لا تخفي  أحدا. ولا يستطيع أحد الهرب والافلات

وها هم اولاء محشورون في صفوف في ساحة العرض على الله

وتأمل التعبير القرآني.   لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا 

تعبير يوحي بمدي الخزي والهول والفزع الذي اعتراهم وهم مصفوفون في ساحة العرض على الله 

لقد انكرتم هذا اليوم. ولم تعملوا له.   هاانتم  اليوم في ساحة العرض على الله 

عدتم إلينا كما خلقناكم أول مرة

حفاة عراة غرلا. لا مال ولا ولد ولا جاه ولا سلطان ولا مناصب ولا كراسي

اوعي تفكر إنك يوم القيامة سينادي عليك دكتور فلان ولا مهندس فلان ولا يااستاذ دكتور. 

لقد جئتمونا فرادي وتركتم ماخولناكم وراء ظهوركم

سوف تقف عاريا كما خلقتك أمك  حافيا. 

هكذا قال الصادق المعصوم مامعناه  أننا سنقف في ساحة العرض على الله حفاة عراة غرلا. 

غرلا يعني مفيش ختان.  سبحان الله

وتسأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ويريح بعضنا بعضا يارسول الله. فقال الصادق المعصوم لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه

مفيش حد فاضي ويمتع نظره. كما تفعلون في الدنيا

هذه ممشوقة القوام. وهذه ذات نهود طاغية وهذا فاتنة العينين وهذه ملفوفة الساقين ده في الدنيا  

أما في الآخرة أنت مش فاضي تبص علي نفسك وسوف تهرب من أخيك وأمك وابيك ومراتك وولدك 

المصيبة كبيرة  يااحبابي

لا بد من الوقوف بين يدي احكم الحاكمين

لا ظلم اليوم

ووضع الكتاب فتري المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملواحاضرا ولا يظلم ربك أحدا

اللهم تول أمرنا وأحسن خلاصنا واشفي مرضانا وارحم موتانا واقض ديوننا وفك أسرنا وأجبر كسرنا واستر عوراتنا وآمن روعاتنا وثبت أقدامنا واصلح أحوالنا ونسألك الثبات على الحق ونسألك سترا في الدين والدنيا والآخرة وأختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا واقبضنا إليك وأنت راض عنا ياأرحم الراحمين اللهم آمين يارب العالمين